الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }

هو أبلغ من أن يقال بالحسنة السيئة لما فيه من التفضيل، كأنه قال ادفع بالحسنىٰ السيئة. والمعنى الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة. وهذه قضية قوله { بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ }. وعن ابن عباس رضي الله عنهما هي شهادة إن لا إلٰه إلاّ الله. والسيئة الشرك. وعن مجاهد السلام يسلم عليه إذا لقيه. وعن الحسن الإغضاء والصفح. وقيل هي منسوخة بآية السيف. وقيل محكمة لأنّ المداراة محثوث عليها ما لم تؤدّ إلى ثلم دين وإزراء بمروءة { بِمَا يَصِفُونَ } بما يذكرونه من أحوالك بخلاف صفتها. أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم، والله أعلم بذلك منكم وأقدر على جزائهم.