الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

{ قَلِيلٌ } صفة للزمان، كقديم وحديث، في قولك ما رأيته قديماً ولا حديثاً. وفي معناه عن قريب. و { مَا } توكيد قلة المدّة وقصرها { ٱلصَّيْحَة } صيحة جبريل عليه السلام صاح عليهم فدمّرهم { بِٱلْحَقِّ } بالوجوب لأنهم قد استوجبوا الهلاك. أو بالعدل من الله، من قولك فلان يقضي بالحق إذا كان عادلاً في قضاياه { فَجَعَلْنَٰهُمْ غُثَآءً } شبههم في دمارهم بالغثاء وهو حميل السيل مما بلي واسودّ من العيدان والورق. ومنه قوله تعالىفَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَىٰ } الأعلى 5 وقد جاء مشدّداً في قول امريء القيس
مِنَ السَّيْلِ وَالْغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ   
بعداً، وسحقاً، ودفراً ونحوها مصادر موضوعة مواضع أفعالها، وهي من جملة المصادر التي قال سيبويه نصبت بأفعال لا يستعمل إظهارها. ومعنى { فَبُعْدًا } بعدوا، أي هلكوا يقال بعد بعداً وبعداً، نحو رشد رشداً ورشداً. و { لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } بيان لمن دعي عليه بالبعد، نحوهَيْتَ لَكَ } يوسف 23. ولِمَا تُوعَدُونَ } المؤمنون 36.