الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } * { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ }

فإن قلت ذكر مقال قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واوقَالَ ٱلْمَلا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } الأعراف 66،قَالُواْ يا هُودٍ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ } هود 53 وههنا مع الواو، فأي فرق بينهما؟ قلت الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال فما قال قومه؟ فقيل له قالوا كيت وكيت. وأما الذي مع الواو، فعطف لما قالوه على ما قاله. ومعناه أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل، وشتان بينهما { بِلِقَاء ٱلأَخِرَةِ } بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب، كقولك يا حبذا جوار مكة أي جوار الله في مكة. حذف الضمير، والمعنى من مشروبكم، أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه { إِذاً } واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم، أي تخسرون عقولكم وتغبنون في آرائكم.