الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } * { ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلعَبِيدِ }

عن ابن عباس أنه أبو جهل بن هشام. وقيل كرر كما كررت سائر الأقاصيص. وقيل الأوّل في المقلدين، وهذا في المقلدين. والمراد بالعلم العلم الضروري. وبالهدى الاستدلال والنظر لأنه يهدي إلى المعرفة. وبالكتاب المنير الوحي، أي يجادل بظن وتخمين، لا بأحد هذه الثلاثة. وثنى العطف عبارة عن الكبر والخيلاء، كتصعير الخدّ وليّ الجيد. وقيل عن الإعراض عن الذكر. وعن الحسن ثاني عطفه، بفتح العين، أي مانع تعطفه { لِيُضِلَّ } تعليل للمجادلة. قرىء بضم الياء وفتحها. فإن قلت ما كان غرضه من جداله الضلال { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } فكيف علل به؟ وما كان أيضاً مهتدياً حتى إذا جادل خرج بالجدال من الهدى إلى الضلال؟ قلت لما أدّى جداله إلى الضلال، جعل كأنه غرضه، ولما كان الهدى معرضاً له فتركه وأعرض عنه وأقبل على الجدال بالباطل، جعل كالخارج من الهدى إلى الضلال. وخزيه ما أصابه يوم بدر من الصغار والقتل، والسبب فيما مني به من خزي الدنيا وعذاب الآخرة هو ما قدمت يداه، وعدل الله في معاقبته الفجار وإثابته الصالحين.