الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } * { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

قرىء { مُخْضَرَّةً } أي ذات خضر، على مفعلة، كمقبلة ومسبعة. فإن قلت هلا قيل فأصبحت؟ ولم صرف إلى لفظ المضارع؟ قلت لنكتة فيه، وهي إفادة بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان، كما تقول أنعم عليَّ فلان عام كذا، فأروح وأغدوا شاكراً له. ولو قلت فرحت وغدوت ولم يقع ذلك الموقع، فإن قلت فما له رفع لم ينصب جواباً للاستفهام؟ قلت لو نصب لأعطى ما هو عكس الغرض، لأنّ معناه إثبات الاخضرار، فينقلب بالنصب إلى نفي الاخضرار، مثاله أن تقول لصاحبك ألم تر أني أنعمت عليك فتشكر إن نصبته فأنت ناف لشكره شاك تفريطه فيه، وإن رفعته فأنت مثبت للشكر. وهذا وأمثاله مما يجب أن يرغب له من اتسم بالعلم في علم الإعراب وتوقير أهله { لَطِيفٌ } وأصل علمه أو فضله إلى كل شيء { خَبِيرٌ } بمصالح الخلق ومنافعهم.