الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ } * { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }

قرىء { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ } ولا تسمع الصم، بالتاء والياء، أي لا تسمع أنت الصم، ولا يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يسمع الصم، من أسمع. فإن قلت الصم لا يسمعون دعاء المبشر كما لا يسمعون دعاء المنذر. فكيف قيل { إِذَا مَا يُنذَرُونَ }؟ قلت اللام في الصم إشارة إلى هؤلاء المنذرين، كائنة للعهد لا للجنس. والأصل ولا يسمعون إذا ما ينذرون، فوضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على تصامهم وسدّهم أسماعهم إذا أنذروا. أي هم على هذه الصفة من الجراءة والجسارة على التصامّ من آيات الأنذار { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ } من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء، لأذعنوا وذلوا، وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم حين تصاموا وأعرضوا. وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات، لأنّ النفح في معنى القلة والنزارة. يقال نفحته الدابة وهو رمح يسير، ونفحه بعطية رضخه. ولبناء المرة.