الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ }

أراد بالقوم المفتونين الذي خلفهم مع هٰرون وكانوا ستمائة ألف مانجا من عبادة العجل منهم إلا اثنا عشر ألفاً. فإن قلت في القصة أنهم أقاموا بعد مفارقته عشرين ليلة، وحسبوها أربعين مع أيامها، وقالوا قد أكملنا العدة، ثم كان أمر العجل بعد ذلك، فكيف التوفيق بين هذا وبين قوله تعالى لموسى عند مقدمه { فإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ }؟ قلت قد أخبر الله تعالى عن الفتنة المترقبة. بلفظ الموجودة الكائنة على عادته. أو افترص السامري غيبته فعزم على إضلالهم غبَّ انطلاقه، وأخذ في تدبير ذلك. فكان بدء الفتنة موجوداً. قرىء «وَأَضَلُّهُمُ السَّامِرِيُّ» أي هو أشدّهم ضلالاً لأنه ضال مضل، وهو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها السامرة. وقيل السامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم وقيل كان من أهل باجرما. وقيل كان علجاً من كرمان. واسمه موسى بن ظفر، وكان منافقاً قد أظهر الإسلام، وكان من قوم يعبدون البقر.