الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ }

أي يعلم ما أسررته إلى غيرك وأخفى من ذلك، وهو ما أخطرته ببالك، أو ما أسررته في نفسك { وَأَخْفَى } منه وهو ما ستسره فيها. وعن بعضهم أن أخفى فعل ماضي، لا أفعل تفضيل يعنىأنه يعلم أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه، هو كقوله تعالىيَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } طه 110 وليس بذاك. فإن قلت كيف طابق الجزاء الشرط؟ قلت معناه وإن تجهر بذكر الله من دعاء أو غيره فأعلم أنه غنيّ عن جهرك، فإماأن يكون نهياً عن الجهر كقوله تعالىوَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } الأعراف 205 وإما تعليماً للعباد أنّ الجهر ليس لإسماع الله وإنما هو لغرض آخر { ٱلْحُسْنَىٰ } تأنيث الأحسن، وصفت بها الأسماء لأنّ حكمها حكم المؤنث كقولك الجماعة الحسنى، ومثلهامآرِبُ أُخْرَىٰ } طه 18، ومِنْ ءايَـٰتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } طه 23. والذي فضلت به أسماؤه في الحسن على سائر الأسماء دلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبية، والأفعال التي هي النهاية في الحسن.