الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } * { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }

أضاف اليوم إلى وقت نسف الجبال في قوله { يَوْمَئِذٍ } أي يوم إذ نسفت، ويجوز أن يكون بدلاً بعد بدل من يوم القيامة. والمراد الداعي إلى المحشر. قالوا هو إسرافيل قائماً على صخرة بيت المقدس يدعو الناس، فيقبلون من كل أوب إلى صوبه لا يعدلون { لاَ عِوَجَ لَهُ } أي لا يعوجّ له مدعوّ، بل يستوون إليه من غير انحراف متبعين لصوته. أي خفضت الأصوات من شدة الفزع وخفتت { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } وهو الركز الخفي. ومنه الحروف المهموسة. وقيل هو من همس الإبل وهو صوت أخفافها إذا مشت، أي لا يسمع إلا خفق الأقدام ونقلها إلى المحشر { مَنْ } يصلح أن يكون مرفوعاً ومنصوباً، فالرفع على البدل من الشفاعة بتقدير حذف المضاف، أي لا تنفع الشفاعة إلا شفاعة من { أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } والنصب على المفعولية. ومعنى أذن له { وَرَضِىَ لَهُ } لأجله. أي أذن للشافع ورضي قوله لأجله. ونحو هذه اللام اللام في قوله تعالىوَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَاسَبَقُونَا إِلَيْهِ } الأحقاف 11.