«ما» نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس بمعنى بئس شيئاً { ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ } والمخصوص بالذم { أَن يَكْفُرُواْ } واشتروا بمعنى باعوا { بَغْياً } حسداً وطلباً لما ليس لهم، وهو علة اشتروا { أَن يُنزِّلَ } لأن ينزل أو على أن ينزل، أي حسدوه على أن ينزّل الله { مِن فَضْلِهِ } الذي هو الوحي { عَلَىٰ مَن يَشَاء } وتقتضي حكمته وإرساله { فَبَاءو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } فصاروا أحقاء بغضب مترادف، لأنهم كفروا بنبيّ الحق وبغوا عليه. وقيل كفروا بمحمد بعد عيسى. وقيل بعد قولهم عزيرُ ابن الله، وقولهم يد الله مغلولة، وغير ذلك من أنواع كفرهم { بِمَا أنزَلَ ٱللَّهُ } مطلق فيما أنزل الله من كل كتاب { قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا } مقيد بالتوراة { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ } أي قالوا ذلك والحال أنهم يكفرون بما وراء التوراة { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدّقًا لّمَا مَعَهُمْ } منها غير مخالف له، وفيه ردّ لمقالتهم لأنهم إذا كفروا بما يوافق التوراة فقد كفروا بها ثم اعترض عليهم بقتلهم الأنبياء مع ادّعائهم الإيمان بالتوراة والتوراة لا تسوّغ قتل الأنبياء.