الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ سَلْ } أمر للرسول عليه الصلاة والسلام أو لكل أحد، وهذا السؤال سؤال تقريع كما تسأل الكفرة يوم القيامة { كَمْ آتَيْنَـٰهُم مّنْ آيَةٍ بَيّنَةٍ } على أيدي أنبيائهم وهي معجزاتهم، أو من آية في الكتب شاهدة على صحة دين الإسلام، و { نِعْمَةَ اللَّــهِ } آياته، وهي أجل نعمة من الله، لأنها أسباب الهدى والنجاة من الضلالة. وتبديلهم إياها أن الله أظهرها لتكون أسباب هداهم، فجعلوها أسباب ضلالتهم، كقولهفَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } التوبة 125 أو حرفوا آيات الكتب الدالة على دين محمد صلى الله عليه وسلم. فإن قلت كم استفهامية أم خبرية؟ قلت تحتمل الأمرين. ومعنى الاستفهام فيها للتقرير. فإن قلت ما معنى { مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ }. قلت معناه من بعد ما تمكن من معرفتها أو عرفها، كقولهثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } البقرة 75؟ لأنه إذا لم يتمكن من معرفتها أو لم يعرفها، فكأنها غائبة عنه وقرىء { وَمَن يُبَدِلْ } بالتخفيف.