الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ } بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملته كقول عدّي بن حاتم 62 إني من دين يريد من أهل دين. وقيل بل نتبع ملة إبراهيم. وقرىء مِلّةُ إِبْرٰهِيمَ بالرفع، أي ملته ملتنا، أو أمرنا ملته، أو نحن ملته بمعنى أهل ملته. و { حَنِيفاً } حال من المضاف إليه، كقولك رأيت وجه هند قائمة. والحنيف المائل عن كل دين باطل إلى دين الحق. والحنف الميل في القدمين. وتحنف إذا مال. وأنشد
وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إذْ خُلِقْنَا حَنِيفاً دِينُنَا عَنْ كُلّ دِينِ   
{ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } تعريض بأهل الكتاب وغيرهم لأن كلا منهم يدّعي اتباع إبراهيم وهو على الشرك.