الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ }

{ إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ } لأن تبشر وتنذر لا لتجبر على الإيمان، وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسرية عنه، لأنه كان يغتم ويضيق صدره لإصرارهم وتصميمهم على الكفر. ولا نسألك { عَنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْجَحِيمِ } ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم، كقولهفَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } الرعد40 وقرىء «ولا تَسْأَلْ» على النهي. روي أنه قال 52 " ليت شعري ما فعل أبواي ". فنهى عن السؤال عن أحوال الكفرة والاهتمام بأعداء الله. وقيل معناه تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب كما تقول كيف فلان؟ سائلاً عن الواقع في بلية، فيقال لك لا تسأل عنه. ووجه التعظيم أن المستخبر يجزع أن يجري على لسانه ما هو فيه لفظاعته، فلا تسأله ولا تكلفه ما يضجره، و أنت يا مستخبر لا تقدر على استماع خبره لإيحاشه السامع وإضجاره، فلا تسأل، وتعضد القراءة الأولى قراءة عبد الله «ولن تسأَل»، وقراءة أبيّ «وما تسأل».