الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }

{ وَقَالُواْ } وقرىء بغير واو، يريد الذين قالوا المسيح ابن الله وعزير ابن الله والملائكة بنات الله. { سُبْحَـٰنَهُ } تنزيه له عن ذلك وتبعيد { بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ } هو خالقه ومالكه، ومن جملته الملائكة وعزير والمسيح { كُلٌّ لَّهُ قَـٰنِتُونَ } منقادون، لا يمتنع شيء منه على تكوينه وتقديره ومشيئته، ومن كان بهذه الصفة لم يجانس، ومن حق الولد أن يكون من جنس الوالد. والتنوين في { كُلٌّ } عوض من المضاف إليه، أي كل ما في السمٰوات والأرض. ويجوز أن يراد كلّ من جعلوه لله ولداً له قانتون مطيعون عابدون مقرون بالربوبية منكرون لما أضافوا إليهم. فإن قلت كيف جاء بما التي لغير أولي العلم مع قوله قانتون؟ قلت هو كقوله سبحان ما سخركنَّ لنا. وكأنه جاء بـــ ما دون من تحقيراً لهم وتصغيراً لشأنهم، كقولهوَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } الصافات 158.