الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }

{ كَذٰلِكَ } الكاف رفع، أي الأمر كذلك تصديق له، ثم ابتدأ { قَالَ رَبُّكَ } أو نصب بقال، وذلك إشارة إلى مبهم يفسره { هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ } ونحوهوَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَـؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } الحجر 66 وقرأ الحسن «وهو علي هين»، ولا يخرج هذا إلا على الوجه الأول أي الأمر كما قلت، وهو على ذلك يهون علي. ووجه آخر وهو أن يشار بذلك إلى ما تقدم من وعد الله، لا إلى قول زكريا. و«قال» محذوف في كلتا القراءتين أي قال هو عليّ هين قال وهو عليّ هين، وإن شئت لم تنوه، لأن الله هو المخاطب، والمعنى أنه قال ذلك ووعده وقوله الحق { وقد خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً } لأن المعدوم ليس بشيء. أو شيئاً يعتد به، كقولهم عجبت من لا شيء، وقوله
إذَا رَأَى غَيْرَ شَيْءٍ ظَنَّهُ رَجُلاً   
وقرأ الأعمش والكسائي وابن وثّاب «خلقناك».