الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }

{ وَيَزِيدُ } معطوف على موضع فليمدد لأنه واقع موقع الخبر، تقديره من كان في الضلالة مدّ أو يمدّ له الرحمٰن. ويزيد أي يزيد في ضلال الضالّ بخذلانه، ويزيد المهتدين هداية بتوفيقه { وَٱلْبَـٰقِيَاتُ ٱلصَّـٰلِحٰ تُ } أعمال الآخرة كلها. وقيل الصلوات. وقيل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أي هي خَيْرٌ ثَوَاباً من مفاخرات الكفار { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } أي مرجعاً وعاقبة، أو منفعة، من قولهم ليس لهذا الأمر مردّ
وَهَلْ يَرُدُّ بُكاى زَنْدَا   
فإن قلت كيف قيل خير ثواباً كأنّ لمفاخراتهم ثواباً، حتى يجعل ثواب الصالحات خيراً منه؟ قلت كأنه قيل ثوابهم النار. على طريقة قوله
فَأَعْتَبُوا بِالصَّيْلَمِ   
وقوله
شَجْعَاءَ جِرَّتُهَا الذَّمِيلُ تَلُوكُهُ أُصُلاً إذَا رَاحَ الْمُطِيُّ عِرَاثَا   
وقوله
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ   
ثم بنى عليه خير ثواباً. وفيه ضرب من التهكم الذي هو أغيظ للمتهدد من أن يقال له عقابك النار. فإن قلت فما وجه التفضيل في الخير كأن لمفاخرهم شركاً فيه؟ قلت هذا من وجيز كلامهم، يقولون الصيف أحرّ من الشتاء، أي أبلغ في حَرِّه من الشتاء في برده.