الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }

ما خسر على الله أحد ترك الكفار الفسقة لوجهه، فعوّضه أولاداً مؤمنين أنبياء. { مِن رَّحْمَتِنَا } هي النبوّة عن الحسن. وعن الكلبي المال والولد، وتكون عامّة في كل خير ديني ودنيوي أوتوه. لسان الصدق الثناء الحسن. وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية. قال
إنِّي أتَتْنِي لِسَانٌ لاَ أُسَرُّ بِهَا   
يريد الرسالة. ولسان العرب لغتهم وكلامهم. استجاب الله دعوتهوَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلأَخِرِينَ } الشعراء 84 فصيره قدوة حتى ادّعاه أهل الأديان كلهم. وقال عز وجلمّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰهِيمَ } الحج 78 ومِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفاً } البقرة 135،ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا } النحل 123 وأعطى ذلك ذرّيته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم، كما أعلى ذكره وأثنى عليه.