الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَحَمَلَتْهُ فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً }

عن ابن عباس فاطمأنت إلى قوله فدنا منها فنفخ في جيب درعها، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملت. وقيل كانت مدّة الحمل ستة أشهر. وعن عطاء وأبي العالية والضحاك سبعة أشهر. وقيل ثمانية، ولم يعش مولود وضع لثمانية إلا عيسى عليه الصلاة والسلام. وقيل ثلاث ساعات. وقيل حملته في ساعة، وصوّر في ساعة، ووضعته في ساعة، حين زالت الشمس من يومها. وعن ابن عباس كانت مدة الحمل ساعة واحدة، كما حملته نبذته. وقيل حملته وهي بنت ثلاث عشرة سنة. وقيل بنت عشر، وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل. وقالوا ما من مولود إلا يستهلّ غيره { فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ } أي اعتزلت وهو في بطنها، كقوله
تَدُوسُ بِنَا الجْمَاجِمَ وَالتَّرِيبَا   
أي تدوس الجَماجم ونحن على ظهورها، ونحوه قوله تعالىتَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } المؤمنون 20 أي تنبت ودهنها فيها الجار والمجرور في موضع الحال { قَصِيّاً } بعيداً من أهلها وراء الجبل. وقيل أقصى الدار. وقيل كانت سميت لابن عم لها اسمه يوسف، فلما قيل حملت من الزنا، خاف عليها قتل الملك، فهرب بها فلما كان ببعض الطريق حدّثته نفسه بأن يقتلها، فأتاه جبريل فقال له إنه من روح القدس فلا تقتلها، فتركها.