الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }

{ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } فالتفّ بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً. وقيل نجع في النبات الماء فاختلط به حتى روي ورف رفيفاً، وكان حق اللفظ على هذا التفسير فاختلط بنبات الأرض. ووجه صحته أن كل مختلطين موصوف كل واحد منهما بصفة صاحبه. والهشيم ما تهشم وتحطم، الواحدة هشيمة. وقرىء «تذروه الريح» وعن ابن عباس تذريه الرياح، من أذرى شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك والفناء، بحال النبات يكون أخضر وارفاً ثم يهيج فتطيره الرياح كأن لم يكن { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء } من الإنشاء والإفناء { مُّقْتَدِرًا }.