الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }

{ أُوْلَـٰئِكَ } خبر إن و { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } اعتراض، ولك أن تجعل { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } و { أُوْلَـٰئِكَ } خبرين معاً. أو تجعل { أُوْلَـٰئِكَ } كلاماً مستأنفاً بياناً للأجر المبهم. فإن قلت إذا جعلت { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } خبراً، فأين الضمير الراجع منه إلى المبتدأ؟ قلت { مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } و { ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } ينتظمهما معنى واحد، فقام { مَنْ أَحْسَنَ } مقام الضمير. أو أردت من أحسن عملا منهم، فكان كقولك السمن منوان بدرهم. من الأولى للابتداء. والثانية للتبيين وتنكير { أَسَاوِرَ } لإبهام أمرها في الحسن. وجمع بين السندس وهو مارقّ من الديباج، وبين الإستبرق وهو الغليظ منه، جمعاً بين النوعين وخص الاتكاء، لأنه هيئة المنعمين والملوك على أسرتهم.