الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }

الأكثر على أنه الروح الذي في الحيوان. سألوه عن حقيقته فأخبر أنه من أمر الله، أي مما استأثر بعلمه. وعن عبد الله بن بريدة. 633 لقد مضى النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلم الروح. وقيل هو خلق عظيم روحاني أعظم من الملك. وقيل جبريل عليه السلام. وقيل القرآن و { مِنْ أَمْرِ رَبّى } أي من وحيه وكلامه، ليس من كلام البشر. 634 بعثت اليهود إلى قريش أن سلوه عن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وعن الروح، فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبيّ، وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبيّ، فبين لهم القصتين وأبهم أمر الروح وهو مبهم في التوراة، فندموا على سؤالهم { وَمَا أُوتِيتُم } الخطاب عام. 635 وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لهم ذلك قالوا نحن مختصون بهذا الخطاب أم أنت معنا فيه؟ فقال بل نحن وأنتم لم نؤت من العلم إلا قليلاً، فقالوا ما أعجب شأنك ساعة تقولوَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } البقرة 269 وساعة تقول هذا، فنزلتوَلَوْ أَنَّ مَّا فِى ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } لقمان 27 وليس ما قالوه بلازم لأنّ القلة والكثرة تدوران مع الإضافة، فيوصف الشيء بالقلة مضافاً إلى ما فوقه، وبالكثرة مضافاً إلى ما تحته، فالحكمة التي أوتيها العبد خير كثير في نفسها إلا أنها إذا أضيفت إلى علم الله فهي قليلة. وقيل هو خطاب لليهود خاصة لأنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم قد أوتينا التوراة وفيها الحكمة، وقد تلوتوَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا } البقرة 269 فقيل لهم إن علم التوراة قليل في جنب علم الله.