الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَئُوساً } * { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً }

{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَـٰنِ } بالصحة والسعة { أَعْرَضَ } عن ذكر الله، كأنه مستغن عنه مستبدّ بنفسه { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } تأكيد للإعراض لأنّ الإعراض عن الشيء أن يوليه عرض وجهه. والنأي بالجانب أن يلوي عنه عطفه ويوليه ظهره، وأراد الاستكبار لأنّ ذلك من عادة المستكبرين { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } من فقر أو مرض أو نازلة من النوازل { كَانَ يَئُوساً } شديد اليأس من روح الله { إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } وقرىء «وناء بجانبه» بتقديم اللام على العين، كقوله «راء» في «رأى» ويجوز أن يكون من «ناء» بمعنى «نهض» { قُلْ كُلٌّ } أحد { يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } أي على مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، من قولهم «طريق ذو شواكل» وهي الطرق التي تتشعب منه، والدليل عليه قوله { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً } أي أسدّ مذهباً وطريقة.