الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }

أي الإحسان والإساءة كلاهما مختص بأنفسكم، لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم. وعن عليّ رضي الله عنه ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه، وتلاها { فَإِذَا جَآء وَعْدُ } المرّة { ٱلأخِرَةِ } بعثناهم { لِيَسُۤئُواْ وُجُوهَكُمْ } حذف لدلالة ذكره أوّلا عليه. ومعنى { لِيَسُۤئُواْ وُجُوهَكُمْ } ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها، كقولهسِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الملك 27 وقرىء «ليسوء» والضمير لله تعالى، أو للوعد، أو للبعث «ولنسوء» بالنون. وفي قراءة عليّ «لنسوأنّ» «وليسوأنّ» وقرىء «لنسوأن»، بالنون الخفيفة. واللام في { ليدخلوا } على هذا متعلق بمحذوف وهو وبعثناهم ليدخلوا ولنسو أن جواب إذا جاء { مَا عَلَوْاْ } مفعول ليتبروا، أي ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه. أو بمعنى مدة علوّهم.