الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } * { كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً }

{ مَرَحاً } حال، أي ذا مرح. وقرىء «مرحا» وفضل الأخفش المصدر على اسم الفاعل لما فيه من التأكيد { لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } لن تجعل فيها خرقاً بدوسك لها وشدّة وطأتك. وقرىء «لن تخرُق»، بضم الراء { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } بتطاولك. وهو تهكم بالمختال. قرىء «سيئة» و «سيئه» على إضافة سيء إلى ضمير كل، وسيئاً في بعض المصاحف، وسيئات. وفي قراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. كان شأنه. فإن قلت كيف قيل سيئه مع قوله مكروهاً؟ قلت السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات، فلا اعتبار بتأنيثه. ولا فرق بين من قرأ سيئة وسيئاً. ألا تراك تقول الزنا سيئة، كما تقول السرقة سيئة، فلا تفرق بين إسنادها إلى مذكر ومؤنث. فإن قلت فما ذكر من الخصال بعضها سيء وبعضها حسن، ولذلك قرأ من قرأ «سيئه» بالإضافة، فما وجه من قرأ سيئة؟ قلت كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة.