الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } * { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ }

لما ذكر العمل الصالح ووعد عليه، وصل به قوله { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْءانَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } إيذاناً بأن الاستعاذة من جمله الأعمال الصالحة التي يجزل الله عليها الثواب. والمعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقولهإِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ } المائدة 6 وكقولك إذا أكلت فسمّ الله. فإن قلت لم عبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل؟ قلت لأن الفعل يوجد عند القصد والإرادة بغير فاصل وعلى حسبه، فكان منه بسبب قويّ وملابسة ظاهرة. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه 594 قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، فقال لي " يا ابن أمّ عبد، قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ " { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } أي تسلط وولاية على أولياء الله، يعني أنهم لا يقبلون منه ولا يطيعونه فيما يريد منهم من اتباع خطواته { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ } على من يتولاه ويطيعه { بِهِ مُشْرِكُونَ } الضمير يرجع إلى ربهم. ويجوز أن يرجع إلى الشيطان، على معنى بسببه وغروره ووسوسته.