الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

ثم علمهم كيف تضرب فقال مثلكم في إشراككم بالله الأوثان مثل من سوّى بين عبد مملوك عاجز عن التصرف، وبين حرّ مالك قد رزقه الله مالاً فهو يتصرف فيه وينفق منه كيف شاء. فإن قلت لم قال { مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْء } وكل عبد مملوك، وغير قادر على التصرف؟ قلت أما ذكر المملوك فليميز من الحرّ لأن اسم العبد يقع عليهما جميعاً، لأنهما من عباد الله. وأما { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْء } فليجعل غير مكاتب ولا مأذون له لأنهما يقدران على التصرف. واختلفوا في العبد هل يصح له ملك؟ والمذهب الظاهر أنه لا يصحّ له. فإن قلت { من } في قوله { وَمَن رَّزَقْنَٰهُ } ما هي؟ قلت الظاهر أنها موصوفة، كأنه قيل وحراً رزقناه ليطابق عبداً. ولا يمتنع أن تكون موصولة. فإن قلت لم قيل { يَسْتَوُونَ } على الجمع؟ قلت معناه هل يستوي الأحرار والعبيد؟