الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }

منّ اللَّه بالتجمل بها كما منّ بالانتفاع بها، لأنه من أغراض أصحاب المواشي، بل هو من معاظمها لأنّ الرعيان إذا روّحوها بالعشي وسرحوها بالغداة - فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية وتجاوب فيها الثغاء والرغاء - أنست أهلها وفرحت أربابها، وأجلتهم في عيون الناظرين إليها، وكسبتهم الجاه والحرمة عند الناس. ونحوهلِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } النحل 8،يُواري سَوآتِكُمْ وَرِيشًا } الأعراف 26. فإن قلت لم قدّمت الإراحة على التسريح؟ قلت لأنّ الجمال في الإراحة أظهر، إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع، ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها. وقرأ عكرمة «حينا تريحون وحينا تسرحون» على أن { تُرِيحُونَ وتسرحون } وصف للحين. والمعنى تريحون فيه وتسرحون فيه، كقوله تعالىوَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ } لقمان 33.