الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }

كانت خزاعة وكنانة تقول الملائكة بنات الله { سُبْحَـٰنَهُ } تنزيه لذاته من نسبة الوالد إليه. أو تعجب من قولهم { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } يعني البنين. ويجوز في { مَّا يَشْتَهُونَ } الرفع على الابتداء، والنصب على أن يكون معطوفاً على البنات، أي وجعلوا لأنفسهم ما يشتهون من الذكور. و { ظَلَّ } بمعنى صار كما يستعمل بات وأصبح وأمسى بمعنى الصيرورة. ويجوز أن يجيء ظل لأن أكثر الوضع يتفق بالليل، فيظل نهاره مغتما مربد الوجه من الكآبة والحياء من الناس { وَهُوَ كَظِيمٌ } مملوء حنقاً على المرأة { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ } يستخفي منهم { مِنْ } أجل { سُوء } المبشر به، ومن أجل تعييرهم، ويحدث نفسه وينظر أيمسك ما بشر به { عَلَىٰ هُونٍ } على هوان وذل { أَمْ يَدُسُّهُ فِى ٱلتُّرَابِ } أم يئده. وقرىء «أيمسكها على هون أم يدسها»، على التأنيث. وقرىء «على هوان» { أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ } حيث يجعلون الولد الذي هذا محله عندهم لله، ويجعلون لأنفسهم من هو على عكس هذا الوصف.