الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ }

{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } معطوف علىوَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } النحل 35 إيذاناً بأنهما كفرتان عظيمتان موصوفتان، حقيقتان بأن تحكيا وتدوّنا توريك ذنوبهم على مشيئة الله، وإنكارهم البعث مقسمين عليه. و { بَلَىٰ } إثبات لما بعد النفي، أي بلى يبعثهم. ووعد الله مصدر مؤكد لما دلّ عليه بلى، لأن يبعث موعد من الله، وبين أنّ الوفاء بهذا الموعد حق واجب عليه في الحكمة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أنهم يبعثون أو أنه وعد واجب على الله لأنهم يقولون لا يجب على الله شيء، لا ثواب عامل ولا غيره من مواجب الحكمة { لِيُبَيّنَ لَهُمُ } متعلق بما دل عليه «بلى» أي يبعثهم ليبين لهم. والضمير لمن يموت، وهو عام للمؤمنين والكافرين، والذين اختلفوا فيه هو الحق { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ } كذبوا في قولهم لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء، وفي قولهم لا يبعث الله من يموت. وقيل يجوز أن يتعلق بقولهوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً } النحل 36 أي بعثناه ليبين لهم ما اختلفوا فيه، وأنهم كانوا على الضلالة قبله، مفترين على الله الكذب.