الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }

ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إيمانهم، وعرّفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة، وأنه { لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } أي لا يلطف بمن يخذل، لأنه عبث، والله تعالى متعال عن العبث لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه. وقرىء «لا يُهدَى» أي لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله. وقوله { وَمَا لَهُم مّن نَّـٰصِرِينَ } دليل على أنّ المراد بالإضلال الخذلان الذي هو نقيض النصرة. ويجوز أن يكون { لاَّ يَهِدِّى } بمعنى لا يهتدي. يقال هداه الله فهدى. وفي قراءة أبيّ «فإنّ الله لا هادي لمن يضل، ولمن أضلّ»، وهي معاضدة لمن قرأ «لا يهدي» على البناء للمفعول. وفي قراءة عبد الله «يهدي»، بإدغام تاء يهتدي، وهي معاضدة للأولى. وقرىء «يضل» بالفتح. وقرأ النخعي «إن تحرص»، بفتح الراء، وهي لغية.