الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }

{ أَن تَمِيدَ بِكُمْ } كراهة أن يميل بكم وتضطرب والمائد الذي يدار به إذا ركب البحر. قيل خلق الله الأرض فجعلت تمور، فقالت الملائكة ما هي بمقرّ أحد على ظهرها، فأصبحت وقد أرسيت بالجبال، لم تدر الملائكة ممّ خلقت { وَأَنْهَـٰراً } وجعل فيها أنهاراً، لأن { وأَلْقَىٰ } فيه معنى جعل ألا ترى إلى قولهأَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَـٰداً وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } النبأ 6. { وَعَلامَـٰتٍ } هي معالم الطرق وكل ما تستدل به السابلة من جبل ومنهل وغير ذلك. والمراد بالنجم الجنس، كقولك كثر الدرهم في أيدي الناس. وعن السديّ هو الثريا، والفرقدان وبنات نعش، والجدي. وقرأ الحسن «وبالنجم»، بضمتين، وبضمة وسكون، وهو جمع نجم، كرهن ورهن، والسكون تخفيف. وقيل حذف الواو من النجوم تخفيفاً. فإن قلت قوله { وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } مخرج عن سنن الخطاب، مقدم فيه «النجم»، مقحم فيه «هم»، كأنه قيل وبالنجم خصوصاً هؤلاء خصوصاً يهتدون، فمن المراد بـ { هُمْ }؟ قلت كأنه أراد قريشاً كان لهم اهتداء بالنجوم في مسايرهم، وكان لهم بذلك علم لم يكن مثله لغيرهم، فكان الشكر أوجب عليهم، والاعتبار ألزم لهم، فخصصوا.