الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قرئت كلها بالنصب على وجعل النجوم مسخرات أو على أن معنى تسخيرها للناس تصييرها نافعة لهم، حيث يسكنون بالليل، ويبتغون من فضله بالنهار، ويعلمون عدد السنين والحساب بمسير الشمس والقمر، ويهتدون بالنجوم. فكأنه قيل ونفعكم بها في حال كونها مسخرات لما خلقن له بأمره. ويجوز أن يكون المعنى أنه سخرها أنواعاً من التسخير جمع مسخر، بمعنى تسخير، من قولك سخره الله مسخراً، كقولك سرحه مسرحاً، كأنه قيل وسخرها لكم تسخيرات بأمره. وقرىء بنصب «الليل والنهار» وحدهما، ورفع ما بعدهما على الابتداء والخبر. وقرىء «والنجوم مسخرات»، بالرفع، وما قبله بالنصب، وقال { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } فجمع الآية. وذكر العقل لأنّ الآثار العلوية أظهر دلالة على القدرة الباهرة، وأبين شهادة للكبرياء والعظمة.