الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر، استهزاء وتكذيباً بالوعد، فقيل لهم { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } روي أنه لما نزلتٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } القمر 1 قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا ما نرى شيئاً، فنزلتٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَـٰبُهُمْ } الأنبياء 1 فأشفقوا وانتظروا قربها، فلما امتدت الأيام قالوا يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فنزلت { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رؤوسهم، فنزلت { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فاطمأنوا وقرىء «تستعجلوه» بالتاء والياء { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } تبرأ عز وجل عن أن يكون له شريك، وأن تكون آلهتهم له شركاء، أو عن إشراكهم. على أنّ «ما» موصولة أو مصدرية، فإن قلت كيف اتصل هذا باستعجالهم؟ قلت لأنّ استعجالهم استهزاء وتكذيب وذلك من الشرك. وقرىء «تشركون»، بالتاء والياء.