قرأ الأعمش «يا أيها الذي ألقي عليه الذكر»، وكأن هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء، كما قال فرعون{ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } الشعراء 27 وكيف يقرّون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون. والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم مذهب واسع. وقد جاء في كتاب الله في مواضع، منها{ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } آل عمران 21،{ إِنَّك لأَنت ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } هود 87 وقد يوجد كثيراً في كلام العجم، والمعنى إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أنّ الله نزل عليك الذكر.