الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } * { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ }

الصلصال الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار. قالوا إذا توهمت في صوته مدّا فهو صليل، وإن توهمت فيه ترجيعاً فهو صلصلة. وقيل هو تضعيف «صل» إذا أنتن. والحمأ الطين الأسود المتغير. والمسنون المصوّر، من سنة الوجه، وقيل المصبوب المفرغ، أي أفرغ صورة إنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذوبة في أمثلتها. وقيل المنتن، من سننت الحجرعلى الحجر إذا حككته به، فالذي يسيل بينهما سنين، ولا يكون إلا منتنا { مّنْ حَمَإٍ } صفة لصلصال، أي خلقه من صلصال كائن من حمأ وحق { مَّسْنُونٍ } بمعنى مصور، أن يكون صفة لصلصال، كأنه أفرغ الحمأ فصور منها تمثال إنسان أجوف، فيبس حتى إذا نقر صلصل، ثم غيره بعد ذلك إلى جوهر آخر { وَٱلْجَآنَّ } للجن كآدم للناس. وقيل هو إبليس. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد «والجأن»، بالهمزة { مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } من نار الحرّ الشديد النافذ في المسام. قيل هذه السموم جزء من سبعين جزأ من سموم النار التي خلق الله منها الجانّ.