{ ٱللَّهُ } مبتدأ، و { ٱلَّذِى خَلَقَ } خبره، و { مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ } بيان للرزق، أي أخرج به رزقاً هو ثمرات. ويجوز أن يكون { مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ } مفعول أخرج، و { رِزْقاً } حالاً من المفعول، أو نصباً على المصدر من أخرج، لأنه في معنى رزق { بِأَمْرِهِ } بقوله كن { دآئِبَينَ } يدأبان في سيرهما وإنارتهما ودرئهما الظلمات، وإصلاحهما ما يصلحان من الأرض والأبدان والنبات { وَسَخَّر لَكُمُ الَّيْلَ والنَّهَارَ } يتعاقبان خلفة لمعاشكم وسباتكم { وءَاتَٰكُم مِّن كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ } من للتبعيض، أي آتاكم بعض جميع ما سألتموه، نظراً في مصالحكم. وقرىء «من كلّ» بالتنوين، وما سألتموه نفي ومحله النصب على الحال أي آتاكم من جميع ذلك غير سائليه، ويجوز أن تكون { مَا } موصولة، على وآتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه ولم تصلح أَحوالكم ومعايشكم إلا به، فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال { لاَ تُحْصُوهَا } لا تحصروها ولا تطيقوا عدها وبلوغ آخرها، هذا إذا أرادوا أن يعدوها على الإجمال. وأمّا التفصيل فلا يقدر عليه ولا يعلمه إلا الله { لَظَلُومٌ } يظلم النعمة بإغفال شكرها { كَفَّارٌ } شديد الكفران لها. وقيل ظلوم في الشدّة يشكو ويجزع، كفار في النعمة يجمع ويمنع. والإنسان للجنس، فيتناول الإخبار بالظلم والكفران من يوجدان منه.