الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }

{ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } كمثل شجرة خبيثة، أي صفتها كصفتها. وقرىء «ومثل كلمة» بالنصب، عطفاً على كلمة طيبة، والكلمة الخبيثة كلمة الشرك. وقيل كل كلمة قبيحة. وأمّا الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث ونحو ذلك. وقوله { ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ } في مقابلة قولهأَصْلُهَا ثَابِتٌ } إبراهيم 24 ومعنى { ٱجْتُثَّتْ } استؤصلت، وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثة كلها { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي استقرار. يقال قرّ الشيء قراراً، كقولك ثبت ثباتاً شبه بها القول الذي لم يعضد بحجة، فهو داحض غير ثابت والذي لا يبقى إنما يضمحل عن قريب لبطلانه، من قولهم الباطل لجلج. وعن قتادة أنه قيل لبعض العلماء ما تقول في كلمة خبيثة؟ فقال ما أعلم لها في الأرض مستقراً، ولا في السماء مصعداً، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة.