الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }

وعن الحسن «عشيا» على تصغير عشيّ يقال لقيته عشيا وعشياناً، وأصيلا وأصيلاناً ورواه ابن جني عشى، بضم العين والقصر. وقال عشوا من البكاء. وروي أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت فقال له الشعبي يا أبا أمية، أما تراها تبكي؟ فقال قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة ولا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بما أمر أن يقضي به من السنة المرضية. وروي أنه لما سمع صوتهم فزع وقال ما لكم يا بنيّ؟ هل أصابكم في غنمكم شيء؟ قالوا لا. قال فما لكم وأين يوسف؟ { قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } أي نتسابق، والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل والارتماء والترامي، وغير ذلك. والمعنى نتسابق في العدو أو في الرمي. وجاء في التفسير ننتضل { بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } بمصدّق لنا { وَلَوْ كُنَّا صَـٰدِقِينَ } ولو كنا عندك من أهل الصدق والثقة، لشدّة محبتك ليوسف، فكيف وأنت سيء الظن بنا، غير واثق بقولنا.