الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ }

«من» في { مِنَ ٱلْمُلْكِ } و { مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } للتبعيض، لأنه لم يعط إلا بعض ملك الدنيا، أو بعض ملك مصر وبعض التأويل { أَنتَ وَلِىِّ } أنت الذي تتولاني بالنعمة في الدارين، وبوصل الملك الفاني بالملك الباقي { تَوَفَّنِى مُسْلِمًا } طلب للوفاة على حال الإسلام، ولأن يختم له بالخير والحسنى، كما قال يعقوب لولدهوَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } آل عمران 102 ويجوز أن يكون تمنياً للموت على ما قيل { وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ } من آبائي أو على العموم. وعن عمر ابن عبد العزيز أنّ ميمون بن مهران بات عنده فرآه كثير البكاء والمسألة للموت، فقال له صنع الله على يديك خيراً كثيراً أحييت سنناً وأمت بدعا وفي حياتك خير وراحة للمسلمين، فقال أفلا أكون كالعبد الصالح لما أقرّ الله عينه وجمع له أمره قال توفني مسلماً وألحقني بالصالحين. فإن قلت علام انتصب فاطر السموات؟ قلت على أنه وصف لقوله { رَبِّ } كقولك أخا زيد حسن الوجه. أو على النداء.