الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }

{ قَائِلٌ مّنْهُمْ } هو يهوذا، وكان أحسنهم فيه رأيا. وهو الذي قال فلن أبرح الأرض. قال لهم القتل عظيم { وَأَلْقُوهُ فِى غَيَابَةِ ٱلْجُبّ } وهي غوره وما غاب منه عن عين الناظر وأظلم من أسفله. قال المنخل
وَإنْ أنَا يَوْماً غَيَّبَتْنِي غَيَابَتِي فَسِيرُوا بِسَيْرِي في الْعَشِيرَةِ والأَهْلِ   
أراد غيابة حفرته التي يدفن فيها. وقرىء «غيابات» على الجمع. و «غيابات» بالتشديد. وقرأ الجحدري «غيبة» والجب البئر لم تطو، لأن الأرض تجبّ جباً لا غير { يَلْتَقِطْهُ } يأخذه بعض السيارة بعض الأقوام الذين يسيرون في الطريق. وقرىء «تلتقطه» بالتاء على المعنى لأنّ بعض السيارة سيارة، كقوله
كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ الْقَنَاةِ مِنَ الدَّمِ   
ومنه ذهبت بعض أصابعه { إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ } إن كنتم على أن تفعلوا ما يحصل به غرضكم، فهذا هو الرأي.