الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }

أي أرسلنا نوحاً بأني لكم نذير. ومعناه أرسلناه ملتبساً بهذا الكلام، وهو قوله { إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } بالكسر، فلما اتصل به الجارّ فتح كما فتح في { كَانَ } والمعنى على الكسر، وهو قولك إنّ زيداً كالأسد. وقرىء بالكسر على إرادة القول { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ } بدل من { إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ } أي أرسلناه بأن لا تعبدوا { إِلاَّ ٱللَّهُ } أو تكون «أن» مفسرة متعلقة بأرسلنا أو بنذير وصف اليوم بأليم من الإسناد المجازي لوقوع الألم فيه. فإن قلت فإذا وصف به العذاب؟ قلت مجازي مثله، لأنّ الأليم في الحقيقة هو المعذب، ونظيرهما قولك نهارك صائم، وجدّ جدّه.