الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ }

فإن قلت ما وجه جمع الخطاب بعد إفراده وهو قوله { لَكُمْ فَٱعْلَمُواْ } بعد قوله { قُلْ }؟ قلت معناه فإن لم يستجيبوا لك وللمؤمنين لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كانوا يتحدّونهم، وقد قال في موضع آخرفَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ } القصص 50 ويجوز أن يكون الجمع لتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله
فَإنْ شَئْتُ حَرَّمْتُ النْسَاءَ سِوَاكُمُ   
وووجه آخر وهو أن يكون الخطاب للمشركين، والضمير في { لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ } لمن استطعتم، يعني فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله إلى المظاهرة على معارضته لعلمهم بالعجز عنه وأن طاقتهم أقصر من أن تبلغه { فَٱعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ ٱللَّهِ } أي أنزل ملتبساً بما لا يعلمه إلا الله، من نظم معجز للخلق، وإخبار بغيوب لا سبيل لهم إليه { و } اعلموا عند ذلك { و أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ } الله وحده، وأن توحيده واجب والإشراك به ظلم عظيم { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } مبايعون بالإسلام بعد هذه الحجة القاطعة، وهذا وجه حسن مطرد. ومن جعل الخطاب للمسلمين فمعناه فاثبتوا على العلم الذي أنتم عليه، وازدادوا يقيناً وثبات قدم على أنه منزل من عند الله وعلى التوحيد. ومعنى { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } فهل أنتم مخلصون؟