الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ } * { وَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }

{ وَكُـلاًّ } التنوين فيه عوض من المضاف إليه كأنه قيل. وكل نبأ { نَقُصُّ عَلَيْكَ } و { مِنْ أَنْبَاء ٱلرُّسُلِ } بيان لكل. { وَمَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } بدل من كلا. ويجوز أن يكون المعنى و كل واقتصاص نقصّ عليك، على معنى وكل نوع من أنواع الاقتصاص نقصّ عليك، يعني على الأساليب المختلفة، و { مَا نُثَبّتُ بِهِ } مفعول نقصّ. ومعنى تثبيت فؤاده زيادة يقينه وما فيه طمأنينة قلبه، لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب وأرسخ للعلم { وَجَاءكَ فِى هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ } أي في هذه السورة. أو في هذه الأنباء المقتصة فيها ما هو حق { وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُل لّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } من أهل مكة وغيرهم { ٱعْمَلُواْ } على حالكم وجهتكم التي أنتم عليها { إِنَّا عَامِلُونَ وَٱنْتَظِرُواْ } بنا الدوائر { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } أن ينزل بكم نحو ما اقتص الله من النقم النازلة بأشباهكم.