الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } * { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }

{ ذَٰلِكَ } مبتدأ { مِنْ أَنْبَاء ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ } خبر بعد خبر، أي ذلك النبأ بعض أنباء القرى المهلكة مقصوص عليك { مِنْهَا } الضمير للقرى، أي بعضها باق وبعضها عافي الأثر، كالزرع القائم على ساقه والذي حصد. فإن قلت ما محمل هذه الجملة؟ قلت هي مستأنفة لا محل لها { وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ } بإهلاكنا إياهم { وَلَـٰكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } بارتكاب ما به أهلكوا { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ } فما قدرت أن ترد عنهم بأس الله { يَدْعُونَ } يعبدون وهي حكاية حال ماضية. و { لَّمَّا } منصوب بما أغنت { أَمْرُ رَبّكَ } عذابه ونقمته { تَتْبِيبٍ } تخسير. يقال تبّ إذا خسر. وتببه غيره، إذا أوقعه في الخسران.