الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

{ وَلاَ يَحْزُنكَ } وقرىء «ولا يحزنك» من أحزنه { قَوْلُهُمْ } تكذيبهم لك، وتهديدهم وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك، وسائر ما يتكلمون به في شأنك { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ } استئناف بمعنى التعليل، كأنه قيل ما لي لا أحزن؟ فقيل إن العزّة لله جميعاً، أي إن الغلبة والقهر في ملكة الله جميعاً، لا يملك أحد شيئاً منها لا هم ولا غيرهم، فهو يغلبهم وينصرك عليهمكَتَبَ ٱللَّهُ لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } المجادلة 21.إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا } غافر 51 وقرأ أبو حيوة «أن العزة» بالفتح بمعنى لأن العزة على صريح التعليل ومن جعله بدلاً من قولهم ثم أنكره، فالمنكر هو تخريجه، لا ما أنكر من القراءة به { هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يسمع ما يقولون. ويعلم ما يدبرون ويعزمون عليه. وهو مكافئهم بذلك.