الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

يقول تعالى ذكره: ليس على أهل الزمانة وأهل العجز عن السفر والغزو، ولا على المرضى، ولا على من لا يجد نفقة يتبلغ بها إلى مغزاه حرج، وهو الإثم يقول: ليس عليهم إثم إذا نصحوا الله ولرسوله في مغيبهم عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. { ما عَلى المُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ } يقول: ليس على من أحسن فنصح لله ورسوله في تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جهاد معه لعذر يعذر به طريق يتطرّق عليه فيعاقب من قبله. { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } يقول: والله ساتر على ذنوب المحسنين، يتغمدها بعفوه لهم عنها، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها. وذُكر أن هذه الآية نزلت في عائذ بن عمرو المزني. وقال بعضهم: في عبد الله بن مغفل. ذكر من قال نزلت في عائذ بن عمرو: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { لَيْسَ على الضُّعَفَاءِ ولاَ على المَرْضى وَلا على الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إذَا نَصَحُوا لِلَّهِ ورَسُولِهِ } نزلت في عائذ بن عمرو. ذكر من قال نزلت في ابن مغفل: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { لَيْسَ على الضُّعَفاءِ وَلا على المَرْضَى... } إلى قوله:حَزَناً أنْ لا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ } وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه، فجاءته عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن مغفل المزني، فقالوا: يا رسول الله احملنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَاللَّهُ ما أجِدُ ما أحْمِلكُمْ عَلَيْهِ " فتولوا ولهم بكاء، وعزّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا مَحملاً. فلما رأى الله حرصهم على محبته ومحبة رسوله، أنزل عذرهم في كتابه، فقال: { لَيْسَ على الضّعَفاءِ وَلا على المَرْضى ولا على الذين لا يجدون ما ينقفون حرج } إلى قوله:فهم لا يعلمون }