الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

واختلف أهل التأويل في معنى الخفة والثِّقل اللذين أمر الله من كان به أحدهما بالنَّفر معه، فقال بعضهم: معنى الخفة التي عناها الله في هذا الموضع: الشباب، ومعنى الثقل: الشيخوخة. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن رجل، عن الحسن، في قوله: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } قال: شيباً وشُباناً. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا حفص، عن عمرو، عن الحسن، قال: شيوخاً وشباناً. قال: ثنا ابن عيينة، عن عليّ بن زيد، عن أنس، عن أبي طلحة: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } قال: كهولاً وشباناً، ما أسمع الله عذرَ أحداً فخرج إلى الشام فجاهد حتى مات. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن المغيرة بن النعمان، قال: كان رجل من النخع وكان شيخاً بادِنا، فأراد الغزو فمنعه سعد بن أبي وقاص، فقال: إن الله يقول: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } فأذن له سعد، فقتل الشيخ، فسأل عنه بعد عُمر، فقال: ما فعل الشيخ الذي كان من بني هاشم؟ فقالوا قُتِلَ يا أمير المؤمنين. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل، عن أبي صالح، قال: الشاب والشيخ. قال: ثنا أبو أسامة، عن مالك بن مغول، عن إسماعيل، عن عكرمة، قال: الشاب والشيخ. قال: ثنا المحاربيّ، عن جويبر، عن الضحاك: كهولاً وشبانا. قال: ثنا حَيْوة أبو يزيد، عن يعقوب القُمّي، عن جعفر بن حميد، عن بشر بن عطية: كهولاً وشباناً. حدثنا الوليد، قال: ثنا عليّ بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، في قوله: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } قال: شبانا وكهولاً. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } قال: شباباً وشيوخاً، وأغنياء ومساكين. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن: شيوخاً وشباناً. حدثني سعيد بن عمرو، قال: ثنا بقية، قال: ثنا جريح، قال: ثني حبان بن زيد الشرعبي، قال: نفرنا مع صفوان بن عمرو وكان والياً على حمص قِبَلَ الأفسوس إلى الجراجمة، فلقيت شيخاً كبيراً هِمًّا، قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار، فأقبلت عليه فقلت: يا عمّ لقد أعذرَ الله إليك قال: فرفع حاجبيه فقال: يا ابن أخي استنفرنا الله خفافاً وثقالاً، من يحبه الله يبتليه ثم يعيده فيبقيه، وإنما يبتلي الله من عباده من شكر وصبر وذكر ولم يعبد إلا الله. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح: { انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً } قال: كل شيخ وشاب.

السابقالتالي
2 3