الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }

يقول تعالى ذكره: ليس الأمر أيُّها الكافرون كما تقولون، من أنكم على الحقّ في عبادتكم غير الله، ولكنكم تكذّبون بالثواب والعقاب والجزاء والحساب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } قال: بالحساب. حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } قال: بيوم الحساب. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: { بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدِّينِ } قال: يوم شدّة، يوم يدين الله العباد بأعمالهم. وقوله: { وَإنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ } يقول: وإن عليكم رُقَباء حافظين يحفظون أعمالكم، ويُحْصونها عليكم { كِرَاماً كاتِبِينَ } يقول: كراما على الله كاتبين، يكتبون أعمالكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: قال بعض أصحابنا، عن أيوب، في قوله: { وَإنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِرَاماً كاتِبِينَ } قال: يكتبون ما تقولون وما تَعْنُون. وقوله: { يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ } يقول: يعلم هؤلاء الحافظون ما تفعلون من خير أو شرّ، يحصون ذلك عليكم. وقوله: { إنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } يقول جلّ ثناؤه: إن الذين برّوا بأداء فرائض الله، واجتناب معاصيه لفي نعيم الجنان ينعمون فيها.