الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك، فقال بعضهم: تأويـله: { وَما كانَ اللّهُ لِـيُعَذِّبَهُمْ وأنْت فِـيهِمْ }: أي وأنت مقـيـم بـين أظهرهم. قال: وأنزلت هذه علـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم وهو مقـيـم بـمكة. قال: ثم خرج النبـيّ صلى الله عليه وسلم من بـين أظهرهم، فـاستغفر من بها من الـمسلـمين، فأنزل بعد خروجه علـيه حين استغفر أولئك بها: { وَما كانَ الله مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرونَ }. قال: ثم خرج أولئك البقـية من الـمسلـمين من بـينهم، فعذّب الكفـار. ذكر من قال ذلك. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر بن أبـي الـمغيرة، عن ابن أبزى، قال: كان النبـيّ صلى الله عليه وسلم بـمكة، فأنزل الله: { وَما كانَ اللّهُ لِـيُعَذِّبَهُمْ وأنْتَ فِـيهِمْ }. قال: فخرج النبـيّ صلى الله عليه وسلم إلـى الـمدينة، فأنزل الله: { وَما كانَ اللّهُ مُعَذبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }. قال: فكان أولئك البقـية من الـمسلـمين الذين بقوا فـيها يستغفرون، يعنـي بـمكة فلـما خرجوا أنزل الله علـيه: { وَما لَهُمْ ألاَّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الـمَسْجِدِ الـحَرَامِ وَما كانُوا أوْلِـياءَهُ } قال: فأذن الله له فـي فتـح مكة، فهو العذاب الذي وعدهم. حدثنـي يعقوب، قال: ثنا هشيـم، قال: أخبرنا حصين، عن أبـي مالك، فـي قوله: { وَما كانَ الله لِـيُعَذّبَهُمْ وأنْت فِـيهِمْ } يعنـي النبـيّ صلى الله عليه وسلم. { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يعنـي: من بها من الـمسلـمين. { وَمَا لَهُمْ ألاَّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ } يعنـي مكة، وفـيها الكفـار. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن حصين، عن أبـي مالك، فـي قول الله: { وَما كانَ اللّهُ لِـيُعَذّبَهُمْ } يعنـي: أهل مكة. { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ } وفـيهم الـمؤمنون، يستغفرون يغفر لـمن فـيهم من الـمسلـمين. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا إسحاق بن إسماعيـل الرازي وأبو داود الـحفري، عن يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى: { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال: بقـية من بقـي من الـمسلـمين منهم، فلـما خرجوا، قال: { وَما لَهُمْ ألاَّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ }. قال: ثنا عمران بن عيـينة، عن حصين، عن أبـي مالك: { وَما كانَ اللّهُ لِـيُعَذّبَهُمْ وأنْتَ فِـيهِمْ } قال: أهل مكة. وأخبرنا أبـيّ، عن سلـمة بن نبـيط، عن الضحاك: { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال: الـمؤمنون من أهل مكة. { وَما لَهُمْ ألاَّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الـمَسْجِدِ الـحَرَامِ } قال: الـمشركون من أهل مكة. قال: ثنا أبو خالد، عن جويبر، عن الضحاك: { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال: الـمؤمنون يستغفرون بـين ظهرانـيهم. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: { وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يقول: الذين آمنوا معك يستغفرون بـمكة، حتـى أخرجك والذين آمنوا معك.

السابقالتالي
2 3 4 5 6