الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } * { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } * { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } * { وَكَأْساً دِهَاقاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً }

يقول: إن للمتقين مَنجًى من النار إلى الجنة، ومخلصاً منهم لهم إليها، وظفراً بما طلبوا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً } قال: فازوا بأن نَجَوا من النار. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { إنَّ لِلْمُتقِينَ مَفازاً }: إي والله مفازاً من النار إلى الجنة، ومن عذاب الله إلى رحمته. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً } قال: مفازاً من النار إلى الجنة. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً } يقول: مُنْتَزهاً. وقوله: { حَدَائِقَ } والحدائق: ترجمة وبيان عن المفاز، وجاز أن يترجم بها عنه، لأن المفاز مصدر من قول القائل: فاز فلان بهذا الشيء: إذا طلبه فظفر به، فكأنه قيل: إن للمتقين ظفراً بما طلبوا من حدائق وأعناب والحدائق: جمع حديقة، وهي البساتين من النخل والأعناب والأشجار المُحَوَّط عليها الحيطان المحدقة بها، لإحداق الحيطان بها تسمى الحديقة، فإن لم تكن الحيطان بها محدقة، لم يُقُل لها حديقة، وإحداقها بها: اشتمالها عليها. وقوله: { وأعْناباً } يعني: وكرومٍ أعناب، واستغنى بذكر الأعناب عن ذكر الكروم. وقوله: { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } يقول: ونواهد في سنّ واحدة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ عن ابن عباس، قوله: { وكَوَاعِبَ } يقول: ونواهد. وقوله: { أتْرَاباً } يقول: مُسْتَوِيات. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } يعني: النساء المستويات. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } قال: نواهد أتراباً، يقول: لسنَ واحدة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، ثم وصف ما في الجنة قال: { حَدَائقَ وأعْناباً وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } يعني بذلك النساء، أتراباً: لسنَ واحدة. حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جرَيج، قال: الكواعب: النواهد. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } قال: الكواعب: التي قد نهدت وكَعَّب ثديها، وقال: أتراباً: مستويات، فلانة تربة فلانة، قال: الأتراب: اللِّدات. حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا يحيى بن سليمان، عن ابن جريج، عن مجاهد { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } لِدَات.

السابقالتالي
2 3